ربما فكرت يومًا لماذا تقوم بعض الشركات بإنفاق مبالغ كبيرة على تصميم الشعار، أو لماذا تجري تغييرات على شعار الشركة على مدار السنوات. بالنسبة لي أيضًا، قبل أن أتعرف على مفاهيم العلامة التجارية والتصميم الاحترافي، كان هذا الأمر غريبًا بعض الشيء. أرقام ضخمة مقابل مجرد شعار؟ لكن لماذا؟ هل هذا العمل حقًا يستحق ذلك؟
لاحقًا، أدركت أن هذا الموضوع أكثر أهمية مما يبدو. ألقِ نظرة على الصورة أدناه. توضح الصورة التغييرات التي طرأت على شعار شركة آبل منذ عام 1976 وحتى الآن.
لماذا قامت شركة آبل بتغيير شعارها ست مرات، ولماذا اخترت شعار التفاحة أساسًا؟ يمكن النظر إلى هذا السؤال من زوايا متعددة مثل الجماليات، تحسين الهوية، التناسق والالتزام بالمبادئ الهندسية، والأهم من ذلك كله النسبة الذهبية (Golden Ratio) التي حظيت مؤخرًا باهتمام كبير من قبل المصممين المحترفين.
لكن، لماذا تعتبر مراعاة النسبة الذهبية أمرًا مهمًا؟
مراعاة النسبة الذهبية (Golden Ratio) في الشعار
تأثير الشعار على العقل الباطن
النسبة الذهبية مأخوذة من سلسلة الأعداد الشهيرة فيبوناتشي، وهي نمط مستمد من الطبيعة، ويعتقد العلماء أن الخلق مبني على هذا النمط. هذا النمط موجود بشكل غير محسوس في جميع مكونات الخلق والطبيعة. بعض المصممين يطلقون على هذا النمط لقب «توقيع الله».
لكن لماذا هذا الأمر مهم؟ من منظور علم النفس وعلوم العقل، ينقسم عقلنا إلى قسمين: الواعي واللاواعي. في الجزء الواعي، نمتلك حوالي 7٪ من المعلومات، بينما 93٪ من المعلومات موجودة في العقل اللاواعي. العقل اللاواعي يعتبر الطبيعة جميلة بشكل طبيعي، وأي نمط مشابه يُنظر إليه على أنه منسق وجميل.
في الواقع، هنا يحدث خداع ذهني (Mind trick)، والخداع هو أننا بشكل غير واعٍ نعتبر الأشكال الهندسية والجيو-ميتريكية المستمدة من هذا النمط جميلة. لذلك، بشكل غير واعٍ، شعار آبل جميل بالنسبة لنا ونحبه. بغض النظر عن أن التفاحة قد تمثل رموزًا فلسفية في بعض الأديان والقصص الدينية المتعلقة بتفاحة آدم وحواء وما شابه، فإن عوامل مثل الالتزام بالمبادئ الهندسية والنسبة الذهبية في تصميم الشعار يمكن أن تولد جاذبية واهتمام خاص لدى ذهن الجمهور.
في الواقع، وراء جميع التأثيرات التي تحققها الشركات الناجحة على عقول الجمهور، هناك غرف فكر وعلم متقدم. استخدام هذا النمط في تصميم المباني القديمة، مثل الأهرامات الثلاثة، والهياكل الدينية، والمعالم التاريخية في اليونان القديمة، والمساجد، وحتى اللوحات الفنية الثمينة مثل لوحة الموناليزا لليناردو دافنشي، يظهر بشكل واضح.
شخصيًا، أعتقد أن خلف أي شكل يُستخدم كرمز لنشاطك، يمكن أن يكون هناك آلاف الفلسفات والعلوم، وهذا الأمر يمكن اكتشافه فقط من قبل المختصين والمحترفين. لكن ما أنا متأكد منه هو أن جميع البشر، سواء كانوا مختصين أو لا، يميزون العمل الاحترافي بشكل غير واعٍ ويتجهون نحوه. هذا التأثير مستمد من العقل اللاواعي، وعادةً ما تتأثر ذائقتنا الجمالية بشدة بهذا النمط.
أتمنى أن يكون المقال قد أفادكم. إلى المنشور القادم، وداعًا.