في السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً إنستغرام، تحظى بشعبية غير مسبوقة ولا يمكن مقارنتها بأي وسيلة إعلامية أخرى. فإذا كنت تستفيد من إنتاج محتوى مناسب وإعلانات فعّالة، فمن المؤكد أنك حصلت على تفاعل ومشاهدات وعدد كبير من المتابعين.
يُعتبر إنستغرام، الذي يضم أكثر من 30 مليون مستخدم نشط في إيران، المنصة الاجتماعية الأكثر شعبية ومكانًا مثاليًا لعرض الخدمات والمنتجات. لكن السؤال هنا: هل يُعد إنستغرام منصة مناسبة فعلاً للبيع عبر الإنترنت؟ وهل يوفر جميع الإمكانيات اللازمة لذلك؟
للأسف، وبسبب العقوبات المفروضة على إيران، فإن ميزة Instagram Shop (الربط المباشر بين المنتجات وبوابة الدفع الإلكتروني داخل المنصة) غير متاحة بالطرق المعتادة. وحتى في حال توفرها، فستظل بحاجة إلى موقع إلكتروني تجاري لتفعيل هذه الميزة بشكل فعّال ومتكامل.
عادةً ما يتم تسجيل الطلبات من خلال الرسائل المباشرة (Direct) أو عبر تطبيقات خارجية مثل واتساب وتلغرام. قد يبدو إدارة الطلبات أمرًا بسيطًا في البداية، ولكن مع ازدياد عدد المتابعين والعملاء يصبح التعامل مع الطلبات وخدمة الزبائن أكثر صعوبة وتعقيدًا.
وبناءً على خبراتنا في تطوير الأعمال الرقمية، سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على مزايا ومشكلات المتاجر الإنستغرامية، والتحديات التي تواجهها، مع تقديم حلول عملية لتحسين الأداء وتطوير تجربة البيع عبر الإنترنت.

فصل الطلبات عن الرسائل العشوائية
من المؤكد أنّه بعد نشر منشور أو قصة ناجحة، تتلقّى الكثير من التعليقات والأسئلة المتنوعة حول المنتجات أو الخدمات. يتم توجيه الأسئلة المتعلقة بتقديم الطلبات من قبل المشرف إلى الرسائل الخاصة (الدايركت) أو إلى قنوات الاتصال الأخرى المشابهة، بينما يتم الرد على البقية في التعليقات تحت المنشور.
تخيّل متجرًا فعليًا يأتي إليه عدد كبير من الأشخاص ويطرحون أسئلة متعددة وغير منظّمة؛ في هذه الحالة سيكون من الصعب التمييز بين المشتري الحقيقي وبقية الزائرين. ولكن عندما نتحدث عن البيع عبر الإنترنت، تصبح هذه الحالة أكثر تعقيدًا، وقد تفقد بعض العملاء الحقيقيين بسبب التأخير في الرد عليهم في الوقت المناسب.
التحقق من المخزون وإدارة المستودع
من أهم الجوانب التي يجب الانتباه إليها في البيع عبر الإنترنت هو مراقبة المخزون وإدارة المستودع. تزداد صعوبة هذه العملية عندما يكون عدد المنتجات وتنوعها كبيرًا. فعندما يطلب العميل شراء منتج معيّن، يجب أولاً التأكد من توفّره في المخزون، ومن الطبيعي أن يستغرق الأمر بعض الوقت بعد إعلام العميل بالتوفّر حتى يتخذ قراره النهائي ويقوم بالدفع وإرسال إيصال التحويل. خلال هذا الوقت، لا يمكنك الانتظار، بل عليك متابعة الرسائل الأخرى.
تخيّل الآن أنك تتلقى عددًا كبيرًا من الرسائل عبر الدايركت، واتساب، وتلغرام؛ بعض المنتجات المتبقية منها كميات محدودة، وقد أخبرت أكثر من عميل بأنها متوفرة. أحيانًا تتم عمليات الدفع بسرعة، ولكن بما أن الرسائل الجديدة تظهر في أعلى القائمة، فعليك أولاً قراءة الرسائل القديمة، وعندما تعود للرسائل الأحدث قد تجد أن عدد المدفوعات أصبح أكثر من الكمية المتوفرة، مما يؤدي إلى نفاد المخزون (Out of Stock) ووقوع مشكلات في تسليم الطلبات.
الدفع المالي
نظرًا لأن إرسال الطرود يتم إمّا عن طريق مندوب التوصيل داخل المدينة أو عبر البريد إلى مختلف أنحاء البلاد، فإن خيار الدفع عند الاستلام لا يُعتبر مناسبًا في هذه الحالة. الخيار الآخر هو الدفع الإلكتروني عبر بوابة الدفع البنكي، ولكن كما ذكرنا سابقًا، لا يمكن ربط بوابة دفع إلكترونية مباشرة بحساب إنستغرام في بلدنا. لذلك، الخيار الوحيد المتاح هو الدفع عبر التحويل البنكي (من بطاقة إلى بطاقة).
هذه الطريقة عادةً سهلة ويمكن تتبعها، ولكن عندما يزداد عدد الدفعات، يصبح تأكيد عمليات التحويل والتحقق من رقم التتبع أو وقت الإيداع أمرًا مُرهقًا ويستغرق وقتًا طويلًا، وغالبًا ما يتم تأجيله إلى ساعات متأخرة من اليوم. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر حالات الاحتيال مثل إيصالات الدفع المزيفة (الفواتير الوهمية) وعمليات النصب الإلكتروني، وقد يحدث أحيانًا أن يتم إرسال الطلب قبل التحقق من صحة الدفع، مما يؤدي إلى تعرض البائع للخسارة.
إرسال وتتبع الطلبات
بعد تأكيد الطلب والتأكد من إتمام عملية الدفع، يتم استلام بيانات الشحن الخاصة بالعميل عبر الرسائل الخاصة أو المحادثة المباشرة. بعد ذلك، يتم تعبئة الطرود يدويًا، حيث تُكتب معلومات العميل يدويًا على الظرف البريدي قبل الإرسال، مما يعني عدم إمكانية طباعة بيانات الشحن تلقائيًا. كذلك، فإن الاتصال بالعملاء لتنسيق موعد تسليم الطرود عبر المندوب أو إرسال أرقام تتبع الشحنات المرسلة بالبريد يُعدّ أمرًا مرهقًا ويتطلب إدارة دقيقة ومنفصلة.
تصنيف المنتجات والبحث عنها
طريقة عرض المنتجات على إنستغرام تكون بشكل شبكي (Grid) ومتجاور، وهي غير مناسبة لتنظيم أو تصنيف المنتجات بشكل فعّال. كما أن المنشورات والمنتجات القديمة لا تكون سهلة الوصول إليها بسرعة، والطريقة الوحيدة للتصفح هي التمرير المستمر للأسفل. بالإضافة إلى ذلك، البحث عن المنتجات المشابهة أو تصفية المنتجات حسب اللون أو الخامة أو المميزات الخاصة غير ممكنة على الإطلاق في إنستغرام.
التخفيضات والعروض الخاصة
في بعض الأحيان، ولجذب العملاء وزيادة المبيعات، يصبح تقديم الخصومات والعروض أمرًا ضروريًا. ولكن في حالة المبيعات عبر إنستغرام، ستضطر إلى إعادة حساب الأسعار يدويًا لكل طلب وإبلاغ العميل بالسعر الجديد، مما يجعل العملية طويلة ومعرضة للأخطاء.
المنتجات المتشابهة ذات الخصائص المتعددة
هناك العديد من المنتجات التي تحمل نفس الاسم والسعر والمظهر ولكن تختلف في اللون أو المقاس أو بعض الخصائص الأخرى. على سبيل المثال، تخيّل أنك تبيع قميصًا واحدًا بتعدد الألوان والمقاسات. إذا طلب العميل قميصًا أزرق فاتح بمقاس XL، فإن عملية التحقق من توفره في المخزون تصبح أكثر تعقيدًا، كما أن احتمالية الخطأ في اختيار أو إرسال المنتج الصحيح تزداد بشكل كبير.
البيع على مدار الساعة (24/7)
من نقاط الضعف الواضحة في البيع عبر إنستغرام هو الاعتماد الكامل على وجود المشرفين (الأدمِنز). فلا يمكن استقبال الطلبات أو إتمامها في أوقات غير العمل. بينما في المتاجر الإلكترونية (المواقع) يمكن تنفيذ الطلبات في أي وقت من اليوم، حتى أثناء نومك، حيث يتم إتمام عملية الشراء وتحويل المبلغ مباشرة إلى حسابك البنكي بشكل آلي.
الخلاصة
يمكن ذكر العديد من الأمثلة الأخرى، وإذا كنت صاحب متجر على إنستغرام فستكون أكثر دراية بهذه التحديات. ومع ذلك، الهدف من هذا المقال ليس تجاهل دور الشبكات الاجتماعية، وخاصة إنستغرام. يجب أن نعترف أن لا يوجد أي إعلان أو منصة تجذب انتباه الجمهور بفعالية مثل إنستغرام.
نحن نرغب في الاستفادة من جميع ميزات إنستغرام، وفي الوقت نفسه استخدام إمكانيات الموقع الإلكتروني التجاري لتحسين المبيعات وإدارة العمليات المرتبطة بها. من خلال إزالة العقبات والمشاكل المتعلقة بالشراء عبر إنستغرام، يمكننا توفير وقت أكثر لتطوير مجموعة أعمالنا التجارية عبر الإنترنت وتوسيعها.
حلولنا المتخصصة لنقل العملاء بذكاء من إنستغرام إلى الموقع الإلكتروني
بالتزامن مع بدء تصميم وتطوير الموقع الإلكتروني للمتجر، يتم تحليل الوضع الحالي للمؤسسة بدقة، لضمان توفير البنية التحتية اللازمة لإطلاق نظام المبيعات عبر الإنترنت.
في هذه المرحلة، يتم تنفيذ تجهيزات مثل الشبكة الحاسوبية، ونظام الردّ الآلي، ووحدة الدعم الفني عبر الإنترنت، بحيث تتم عملية التواصل مع العملاء بشكل منظم واحترافي.
في قسم إدارة المخزون، يتم تنفيذ عملية ترتيب الرفوف وترميز المنتجات، بينما يتم في قسم الشحن إعداد نظام لطباعة بيانات الشحن تلقائيًا على الطرود البريدية، استنادًا إلى العناوين وأنواع الشحن وأوقات التسليم التي يختارها العملاء، مما يلغي الحاجة إلى كتابة العناوين يدويًا.
وبذلك، تنتقل بنية المبيعات في المؤسسة بسلاسة من النموذج التقليدي إلى نظام مبيعات إلكتروني متكامل دون انقطاع في عملية الشراء.
الموظفون الذين كانوا سابقًا يتواصلون مع العملاء عبر إنستغرام، يتلقّون بعد إطلاق الموقع التدريبات اللازمة لإدارة لوحة التحكم والإجابة على الطلبات.
ولضمان الأداء الأمثل للخوادم أثناء ارتفاع عدد الزوار، يتم إضافة خادم مخصص جديد في أحد مراكز البيانات الأوروبية، مما يزيد من سرعة وأداء الموقع الإلكتروني بشكل ملحوظ.
بعد ذلك، يدخل المشروع مرحلة الدعم والصيانة، وتستمرّ الشراكة في مجالات تحسين محركات البحث (SEO)، وحملات العلامة التجارية، والتسويق الرقمي.
نقل العملاء من إنستغرام إلى الموقع الإلكتروني
في البداية، من المتوقع أن يواجه نقل العملاء من إنستغرام إلى الموقع بعض التحديات.
ولمعالجة ذلك، يتم إنشاء روابط قصيرة لكل منتج ليُرسل رابط الشراء مباشرة إلى العميل عند الطلب عبر الرسائل الخاصة (الدايركت).
ومع مرور الوقت، ستدفع سهولة الشراء الإلكتروني العملاء إلى تفضيل الطلب مباشرة من خلال الموقع بدلاً من الاعتماد على الردود اليدوية من المشرفين.
بحث سهل وسريع
يُعدّ الوصول السريع إلى المنتجات من أهم خصائص أي متجر إلكتروني.
وبما أن كثيرًا من المستخدمين يدخلون الموقع من صفحة إنستغرام، فقد تم تصميم نظام بحث محسن يمكّنهم من إيجاد المنتجات بسهولة من خلال الاسم أو الكود.
التصفية وترتيب المنتجات
يتيح نظام التصفية للمستخدمين عرض المنتجات حسب السعر أو اللون أو المادة أو المقاس أو غيرها من الخصائص.
كما يمكن إظهار المنتجات المخفّضة وإخفاء غير المتوفّرة، مع إمكانية ترتيب النتائج حسب الأكثر شهرة أو الأرخص أو الأحدث.
تسجيل الدخول السهل
تتم عملية التسجيل في الموقع من خلال إدخال رقم الهاتف فقط، ليتمكن المستخدمون المعتادون على الشراء من إنستغرام من إنشاء حسابهم بسرعة دون ملء نماذج طويلة.
هذه البساطة تزيد من معدل التسجيل ورضا المستخدمين.
الاختيار بين المنتجات المشابهة
في العديد من المتاجر، يتم عرض المنتج نفسه بعدة ألوان أو تصاميم.
وقد تم تصميم صفحات المنتجات بحيث تُعرض جميع الألوان والتصاميم في شكل صور مصغّرة إلى جانب بعضها، لتسهيل عملية المقارنة والاختيار.
المنتجات الخاصة والمخفّضة
يمكن لمشرف المتجر تحديد خصومات على أي منتج بنسبة مئوية أو بمبلغ ثابت.
ويُعرض السعر القديم والجديد مع نسبة الخصم في صفحة المنتج، ويتم حساب المبلغ تلقائيًا في الفاتورة النهائية.
قائمة المفضلة
يتيح خيار «إضافة إلى المفضلة» للمستخدمين حفظ المنتجات التي تعجبهم قبل الشراء، ليعودوا إليها لاحقًا بسهولة ويضيفوها إلى سلة التسوق.
سلة الشراء والدفع
تتيح سلة الشراء للمستخدم مراجعة المنتجات المختارة وتعديلها والدفع في خطوة واحدة.
وتتم عملية الدفع الإلكتروني بسرعة وأمان عالٍ.
تسجيل العنوان وبيانات الشحن
يتم حفظ بيانات العملاء تلقائيًا في النظام لتُستخدم في المشتريات القادمة.
كما تُطبع هذه البيانات على الطرود المرسلة دون الحاجة إلى الكتابة اليدوية.
رمز الخصم والمهرجانات
يمكن إنشاء رموز خصم بنسبة مئوية أو بمبلغ ثابت من خلال لوحة الإدارة، لاستخدامها في الحملات الترويجية والمهرجانات وبطاقات الهدايا.
اختيار نوع ووقت الشحن
يمكن للعميل اختيار نوع الشحن (بريد أو توصيل سريع) وتحديد الفترة الزمنية المناسبة للاستلام.
يُضاف سعر الشحن تلقائيًا إلى الفاتورة، أو يمكن جعله مجانيًا عند الحاجة.
تتبّع الطلبات
بعد تسجيل أي طلب، يتلقى العميل رسالة تأكيد ورقم تتبّع.
يمكنه متابعة حالة الطلب — مثل الإعداد أو الإرسال أو التسليم — من صفحة «تتبّع الطلبات».
وفي حالة الشحن عبر البريد، يمكن تتبّع الطرد مباشرة من الموقع الإلكتروني.
لوحة إدارة سهلة الاستخدام
تم تصميم لوحة إدارة الموقع بواجهة بسيطة لتمكين المشرفين من إدارة المخزون والطلبات والفواتير بسهولة دون الحاجة إلى خبرة تقنية.
كما يتم تحديد صلاحيات المستخدمين وفقًا لأدوارهم (مدير، موظف مخزون، دعم فني…).
الخلاصة
كل متجر إلكتروني يحتاج إلى حلول مخصصة تتناسب مع نوع منتجاته وطبيعة مبيعاته.
نحن من خلال التحليل الدقيق للاحتياجات، والتصميم المدروس، وتنفيذ البنية التحتية التقنية، نساعد الشركات على الانتقال بسلاسة من الشبكات الاجتماعية إلى مواقعها الإلكترونية الخاصة، وتحقيق مبيعات مستقرة ومنظمة وقابلة للقياس.